"رحيل آخر"
رماه الدهر بسهام الغدر..وكادت تجهز عليه جنود القدر برماح البلاء..
لبس الصبر والسلوان ..وواجه فتن الليل والنهار..وكل لحظة قاتلة .
في الدرب ذئاب في تلابيبها الآدمية تمشي..وفي الأوبرا ثعالب على أنغام.."التيقنو" تتراقص في اهتياج..
من مخلفات "كليلة ودمنة" .. شخوص تؤدي دورها في ساحة السوق البلدي.
الملأ تبضع بضاعته..ولبس لبوسه..ألوانا شتى.. ومقاسات للجميع..ومن لم يشتري يتنزه.. مضطرا ..أقسم "المجذوب" أن يحدو حذو فرسان الريح الجامحة..ويقرض أبياتا عن شعراء الأراضي المهجورة..
ورغم "الكسوف"بحث عن أخر شعاع نور لازال يضيء في زاوية من قلبه الكلم..وقرأ في سجله كلمات..صرخ معها صرخة مدوية ..وشهق شهقة ذهبت بروحه إلى ما وراء الأفق...."...قبضتان ومشيئة واحدة".